يؤدي إهمال الاعتناء بالشعر إلى مشاكل عديدة مثل تساقطه وضعف بنيته بشكل عام. لكن الحصول على شعر صحي ليس بالصعوبة التي يتخيّلها الكثيرون.

يكفي أن نلتزم ببعض الاحترازات والأغذية المقويّة للشعر حتى نصل للنتيجة المرغوبة. فكأي جزء آخر من الجسم، يحتاج الشعر إلى مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية لينمو بشكل صحي.

لكن، بغض النظر عن النظام الغذائي، قد تحتاج لإضفاء بعض التعديلات على طريقتك الحالية في الاعتناء بالشعر أو اتّباع روتين جديد بالكامل.

فيما يلي أهم خطوات الحصول على شعر صحيّ:

اعرف شعرك أوّلا!

من المهم قبل كلّ شيء أن تعرف نوعيّة شعر ومشاكله بالتحديد. لا تهمل أي أعراض تراها أو تعتبرها أمراً مارّاً.

تساعدك معرفة شعرك عن كثب في تحديد الحلول والخطوات العمليّة التي ستلتزم بها. هل يحتاج شعرك إلى مزيد من الكثافة؟ أم يعاني من التقصّف؟ أو هل ينقصه اللمعان؟

حاول تحديد ما ينقص شعرك حتى يسهل عليك تعويضه. ستحتاج كذلك تحديد نوعيّته : هل هو من النوع العاديّ أم الدهني أم الجاف أم المختلط؟

كل هذه أسئلة عليك الإجابة عنها في البداية حتى تصل إلى شعر صحي ومُشرق.

طريقة الغسل للحفاظ على شعر صحي

من الشائع مؤخرا التشجيع على عدم غسل الشعر بشكل يومي حيث يسبّب الإفراط في غسله إلى الجفاف الشديد لفروة الرأس.

رغم صحة هذا التحذير، إلّا أن طُرق العناية بالشعر ليست مطلقة أو متطابقة مع كل أنواع وأنماط الشعر. فمن الخطأ على سبيل المثال، عدم غسل الشعر باستمرار إن كان من النوع الدهني.

لذلك نكرّر الإشارة إلى ضرورة معرفة الشخص لشعره بشكل كاف حتى لا يزيد حالته سوءًا أو يحرم نفسه من الحصول على شعر صحّي وجذّاب.

بشكل عام لا يجب تجاوز 3 أيام دون غسل الشعر كما يمكن تقسيم عدد مرّات غسله حسب نوعه كالتالي:

•  يوم بعد يوم: للشعر الرقيق والناعم أو الدهنيّ
•  كل يومين: للشعر التالف أو العادي
•  الغسل كل 3 أيام: للشعر الكثيف أو المموّج

بعيدا عن نوع الشعر، لا يُنصح بغسله يوميا كيْ لا يؤدي ذلك إلى جفاف فروة الرأس وتضرّرها

هذا بالإضافة إلى ضرورة استعمال البلسم لأطراف الشعر بعد كل غسلة ذلك أن الأطراف أكثر هشاشة من جذور الشعرات الموجود على فروة الرأس.

شعر مُغذَّى.. شعر صحّي

لا تُعدّ المنتجات الاصطناعية الخاصة بالشعر أهم ما يحتاجه لينمو ويقوى. وإنما هو بحاجة لعناصر غذائية مستمدّة من الطبيعة.

لهذا من المهم أن تحرص على تزويد شعرك بكل ما يحتاجه من فيتامينات وأغذية مقوّية له. إليك أهمها:

البروتين:

بما أن الشعر مصنوع من البروتين، فإن حصولك على ما يكفي منه في نظامك الغذائي أمر مهم للحصول على شعر صحي وقويّ.

فقد تلاحظ، إذا كنت لا تستهلك كمية كافية من البروتين في نظامك الغذائي، أن شعرك أصبح جافًا وضعيفًا.

يعد الدجاج والديك الرومي والأسماك ومنتجات الألبان والبيض مصادر ممتازة للبروتين إلى جانب مصادر نباتية مثل البقوليات والمكسرات.

الحديد:

الحديد معدن مهم، ونقصه يؤدي مباشرة لتساقط الشعر.

يساعد الحديد خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين إلى الخلايا. وعندما تنخفض مستوياته، يظهر فقر الدم مما يعطل تزويد المغذيات للجريب، فيؤثر على دورة نمو الشعر وقد يؤدي إلى تساقطه

المنتجات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والدجاج والسمك توفر كميّة الحديد اللازمة للجسم، كما يمكن للنباتيين رفع مخازن الحديد عن طريق تناول العدس والسبانخ وغيرها من الخضار الورقية الخضراء.

الفيتامينات

• يساعد فيتامين سي على امتصاص الحديد ، لذلك من المفيد تناول الأطعمة الغنية به C تساعد الأطعمة الغنية بالحديد.

الجزر ، الحمضيات ، البروكلي واللفت كلها مصادر ممتازة لفيتامين (سي)، والذي يعد واحد من أهم مضادات الأكسدة التي تساعد على مقاومة عملية الشيخوخة، ويعمل ضد الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يسبب الشعر الرمادي، ترقق الشعر ومن ثم تساقطه.

• نقص فيتامين (د) أيضا من العوامل المؤثرة حيث يلعب هذا الفيتامين دوراً هاماً في نمو الخلايا. تشمل مصادره الغذائية الأسماك الدهنية وزيت السمك.
• من جهة أخرى، يساعد فيتامين (أ) الغدد الجلدية في صنع مادة زيتية تقوم بترطيب فروة الرأس وتساعد في الحفاظ على شعر صحي.

تشمل المصادر الجيدة كل الأطعمة العالية بالكاروتين مثل البطاطا الحلوة والجزر والسبانخ واللفت وبعض الأطعمة الحيوانية مثل الحليب والبيض والزبادي.

فيتامين ب المركب (البيوتين) و B5:

يعمل البيوتين و B5 معاً بشكل جيد على مكافحة آثار تساقط الشعر. إذ يعمل البيوتين على تخفيف الأضرار القادمة من أشعة الشمس، مواد الصبغة والتجفيف الحراري. فيما يقوم فيتامين B5 بدعم الغدد الكظرية التي تساعد بدورها على تحفيز نمو الشعر.

(الحبوب الكاملة والكبد وصفار البيض ودقيق الصويا والخميرة والمأكولات البحرية والخضروات الورقية ، كلها مصادر جيدة لفيتامين (ب.

الأوميغا 3:

الأحماض الدهنية مثل الـ أوميغا 3 هي دهون مهمة لعملية النمو، لكن لا يستطيع جسمنا أن يصنعها بنفسه. لذا من المهم الحصول عليها من مصدر غذائي خارجي.

تساعد دهون الأوميغا 3 على تغذية وتكثيف الشعر، وكذلك العمل على الحد من التهاب الجذور التي تسبب تساقط الشعر.

يمكن العثور على أوميغا 3 في التونة والأسماك البيضاء كالسلمون والسردين والمصادر النباتية بما في ذلك الأفوكادو وبذور اليقطين والجوز.

الزنك لشعر صحي:

يعمل الزنك على تسريع عملية تجديد بصيلات الشعر.

لكن المشكلة أن ارتفاع نسبته قد تسبب تساقط الشعر، لهذا، من الأفضل الحصول على الزنك من الأغذية الطبيعية الغنية به والتي تشمل المحار، اللحم البقري، السبانخ، القمح وبذور اليقطين والعدس.

لكن، إن لم يحتوِ نظامي الغذائي على هذه الأطعمة، هل يجب عليَّ استخدام المكملات الغذائية؟

يعد الغذاء أفضل مصدر للفيتامينات التي تحتاجها لنمو الشعر ومع ذلك، إذا فشلت في الحصول على ما يكفي منها في نظامك الغذائي، فقد تكون المكملات الغذائية مفيدة لك بشرط استخدامها تحت اشراف الطبيب، وبعد إجراء التحاليل اللازمة لتحديد نسبتها في الجسم، حيث قد تشكل الجرعات الكبيرة من الفيتامينات والمعادن خطراً كبيراً على الصحة قد تصل بك إلى التسمم.

حاول أيضا تجربة الخلطات الطبيعية أو “ماسكات” الشعر التي تعتمد عناصر طبيعية فقد تجد فيها الحلّ الجذري لمشاكلك وتتمكّن أخيراً من الحصول على شعر صحي كما تمنّيته.

تعتمد أهم هذه الخلطات على عناصر غذائية غير مكلفة وموجودة في طعامنا اليومي مثل الزبادي، الأفوكادو، زيت جوز الهند، الموز، البيض وغيرها الكثير.

في النهاية، من المهم أن تكون محيطاً بكل التفاصيل المتعلّقة بشعرك حتى تضمن بقائه بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة. حتى أنك ستكون بحاجة لمعرفة نوع بشرتك، تحديد نظامك الغذائي، التأكد من روتينك اليومي وعاداتك الشخصيّة المرتبطة بشعرك مثل ارتداء القبعات باستمرار أو الحجاب بالنسبة للسيّدات. كلها عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لاعتماد طُرق العناية الصحيحة واكتساب شعر صحيّ على المدى الطويل.